من بين أفئدة اهدن ومن قلب طبيعتها الخلابة وهوائها العليل الذي يعيد الروح والسكينة الى زائرها بعيداً عن زحمة المدينة وعلى مدى أمسيتين متتاليتين ضمن مهرجانات إهدنيات سطع نجم الفنان ناصيف زيتون بصوته وحضوره وأغنياته وخفة ظله وقدرته على التفاعل مع جمهوره.


تصل إلى إهدن هذه المنطقة الجبلية بامتياز العابقة بالحياة وبمنتجعاتها وفنادقها الفخمة والمريحة والعصرية واماكنها الدينية التاريخية والاثرية وحرشها الساحر وناسها الطيبين الذين يجسدون صورة أهل الكرم والضيافة وحسن الاستقبال، فتشعر وبسرعة البرق بالقدرة على التكيف معها وتصبح واحداً من سكانها تعشقها بمذاق طيبة أهلها "والكبة الزغرتاوية" لتغادرها وفي القلب غصة.
بدعوة من القيمين على مهرجان إهدنيات وتحديداً السيدة ريما فرنجية لبينا دعوة حضور الأمسية الثانية التي أحياها الفنان ناصيف زيتون.
قبل الدخول في توصيف شرارة الحفل الباهر، لا بد من الإشادة بالطاقم المشرف والمنظم للمهرجان والدقة والتعاطي المحترف مع الإعلاميين والصحافيين ومع الناس لتسهيل دخولهم وخروجهم من والى المهرجان من دون أي فوضى تذكر.
المدرج وعلى الرغم من قدرته الاستيعابية لـ 4 الاف شخص ضاق بجمهور زيتون وفاض محبة وتفاعلاً لهذا النجم المحبوب المتواضع والمحترف والذي يبشر بمستقبل واعد للاغنية والذي يعيد إلى اذهاننا صورة الزمن الجميل والأصالة والعراقة.

ببدلة بيضاء من تصميم "إيف سان لوران" وبتسريحة عصرية اطل ناصيف زيتون على المسرح وسط تصفيق الحضور وقدم باقة من أجمل أغنياته القديمة والجديدة. تمكن زيتون وبفضل حرفيته على المسرح من خلق حقل تطايرت منه شارات الفرح والتفاعل والإنسجام مع كل الحالات التي تجسدها معاني أغنياته وخصوصا الرومنسية منها. ناصيف زيتون صاحب الصوت الشجي المطواع الذي يسلطن ويؤدي ويطرب من دون حتى تنشيزة واحدة فتشعر معه وكأنك تستمع إليه من داخل الأستوديو.
ناصيف زيتون صهر اللبنانيين، كانت له حصة من الزفة من الجمهور الحاضر الذي وفور انتهاء اغنيته الأولى رفعت له أصوات الزغاريد والتهنئة بمناسبة زواجه من النجمة دانييلا رحمة التي حضرت الحفل واستحوذت على اهتمام الحضور الذي تدافع وبقوة لإلتقاط الصور التذكارية معها لولا تدخل أمن المهرجان لإبعادهم بأدب وحب.
زيتون الذي أبرقت عيناه حباً، رحب بعروسته دانييلا فتوجه صوبها قائلا: "بالعادة بيرحبوا فيها كنجمة، اليوم أنا برحب فيها كنجمة وكمدام زيتون" وسط تصفيق الحضور حيث اهداها اغنية "ع الدقة ونص".
بعدها أكمل زيتون إحياء حفله من دون ان يغفل عن النظر إلى زوجته في كل مرة تأتي فيها أغنياته إلى ذكر الحبيب والغزل به.
أكثر من ساعة ونصف الساعة أمضاها عشاق زيتون في رحاب إهدن رقصوا غنوا وفرحوا وشاركوا نجمهم المحبوب أغنياته وأكملوا البعض منها في دلالة واضحة على مدى حبهم له وحفظ معظم أغنياته في مشهدية تعكس إرادة الحياة والجمال والثقافة وهي الصورة الحقيقية للبنان التي يجب تصديرها إلى العالم بأسره.